أهمية البيانات المالية
تُعَدُّ البيانات المالية أداة مهمة؛ لأنَّها ترسم لك وللمهتمين بعملك صورة واضحة عن مدى استقرار نشاطك التجاري ماليًّا.
توجد ثلاث قوائم رئيسة يتعيَّن على كل صاحب عمل استخدامها وفهمها، وهي:
قائمة المركز المالي
في زمن مُحدَّد
1- ما الذي تملكه الشركة؟
2- ما الالتزامات المُترتِّبة على الشركة؟
3- ما قيمة حقوق المساهمين في الشركة؟
قائمة الدخل
في زمن مُحدَّد
1- ما الإيرادات الإجمالية للشركة؟
2- ما النفقات الإجمالية للشركة؟
3- ما مقدار الربح الذي حقَّقته الشركة في هذه المدَّة؟
قائمة التدفقات النقدية
في زمن مُحدَّد
1- ما إجمالي التدفق النقدي الداخل في هذه المدَّة؟
2- ما مجموع التدفق النقدي الخارج في هذه المدَّة؟
3- ما صافي النقد المتوافر للمشروع؟
أولًا- قائمة المركز المالي
تُعَدُّ قائمة المركز المالي في نهاية مدَّة زمنية مُحدَّدة (شهريًّا، أو سنويًّا)، وهي تعرض صورة واضحة عن النشاط التجاري للشركة ووضعها المالي، والديون والالتزامات المُترتِّبة عليها، وحجم استثمار المساهمين فيها، وقيمة أرباحها السابقة؛ إنَّها تُمثِّل تصوُّرًا حقيقيًّا لوضع الشركة خلال هذه المدَّة.
قائمة المركز المالي لشركة (أ ب ج) في 31/12/2016م
الأصول |
(دينار أردني)
|
الالتزامات
|
(دينار أردني)
|
السيولة النقدية |
1500 |
مستحقات للمُورِّدين |
2000 |
المستحقات من العملاء |
3000 |
الإيجار الحالي |
5000 |
المخزون |
2500 |
حقوق المساهمين |
|
اللوازم |
500 |
رأس مال المساهمين |
1000 |
الأثاث |
2500 |
الأرباح المحجوزة |
2000 |
مجموع الأصول |
10000 |
مجموع الالتزامات وحقوق المساهمين |
10000 |
في نهاية عام 2016م، وتحديدًا في اليوم الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول، بلغت قيمة الأصول للشركة (10000) دينار، استخدمتها في تسيير أعمالها وأنشطتها التجارية مُوزَّعة على النحو الآتي: السيولة النقدية، والمال المستحق من العملاء (يتحوَّل إلى نقد عند سداده)، والمخزون، واللوازم، والأثاث. وفي الوقت نفسه، فإنَّ الشركة مدينة بمبلغ (2000) دينار للمُورِّدين (ثمن بضائع اشترتها، ولم تدفع ثمنها حتى الآن)، فضلًا عن مبلغ (5000) دينار بدل الإيجار عن المدَّة الحالية (يجب دفع هذا المبلغ حتى لو أغلقت الشركة أبوابها). أمّا المبلغ الذي دفعه المساهمون في الشركة فبلغ (1000) دينار، وقد احتفظت الشركة بالأرباح لشراء مزيد من الأصول بمبلغ (2000) دينار.
يُمكِن التحقُّق من توازن قائمة المركز المالي باستخدام العلاقة الآتية:
الأصول= الالتزامات + حقوق المساهمين
وتأسيسًا على ذلك، فإنَّ لدى الشركة أصولًا بقيمة (10000) دينار، وعليها التزامات بقيمة (7000) دينار، وللمساهمين حقوق بقيمة (3000) دينار.
مناحي استخدام قائمة المركز المالي
يستخدم المدير هذه القائمة لمعرفة فيما إذا كان لدى الشركة ما يكفي من أصول للاستمرار في العمليات التشغيلية، ومدى إمكانية إدارة الديون. وفي المثال السابق، فإنَّ الديون والتي بلغت (7000) دينار هي أكثر من ضعف حقوق مساهمي الشركة والتي بلغت (3000) دينار؛ ما يعني أنَّ وضعها المالي ليس مستقرًّا (ضعيف)، وأنَّه يجب العمل على جني مزيد من الأرباح
ثانيًا- قائمة الدخل (بيان الربح والخسارة)
قائمة الدخل: هي تقرير مالي رئيس يتعيَّن على كل مدير إعداده لفهم جدوى المشروع؛ أيْ قدرته على كسب المال. ويُعَدُّ هذا التقرير أكثر التقارير أهمية لمعظم أصحاب المشاريع.
قائمة الدخل لشركة (أ ب ج) من 1/1/2016م إلى 31/12/2016م
الإيرادات |
(دينار أردني)
|
المصروفات
|
(دينار أردني)
|
إجمالي المبيعات |
60000 |
الإيجار |
5,000 |
يُطرَح منه ثمن المشتريات |
-28000 |
الخدمات (الكهرباء، والغاز) |
1,000 |
يُطرَح منه الخصومات |
-2000 |
الهاتف وشبكة الإنترنت |
1,000 |
إجمالي الإيرادات |
30000 |
الرواتب |
18,000 |
|
|
مصروفات أُخرى |
1000 |
|
|
إجمالي المصروفات |
26000 |
|
|
صافي الدخل قبل الضرائب |
4000 |
يَتبيَّن من الجدول السابق أنَّ قيمة مبيعات الشركة لهذا العام هي (60000) دينار، وأنَّ لديها مشتريات بقيمة (28000) دينار، وأنَّ خصوماتها للعملاء بلغت (2000) دينار؛ ما يعني أنَّ المبلغ المتبقّي لديها هو (30000) دينار ستستخدمها في الوفاء بجميع مصاريفها حيث يتبين من الجدول أن مصاريف الشركة لهذا العام هي (26000) دينار، فيتبقّى بعد ذلك مبلغ (4000) دينار، وهو يُمثِّل الدخل الصافي قبل دفع الضرائب؛ أيْ إنَّ صافي ربح الشركة يُمثِّل ما نسبته حوالي (13%) من قائمة الدخل قبل دفع الضرائب.
وبناءً على ذلك، فإنَّ أعمال الشركة وأنشطتها التجارية مربحة. ولكنْ، هل هي مستدامة؟ يُمكِن فقط تحديد ذلك عن طريق بيان التدفق النقدي؛ لأنَّ الشركة تبيع مُنتَجاتها للعملاء بالدَّيْن (الدفع الآجل).
ثالثًا- قائمة التدفقات النقدية
لا تقل قائمة التدفق النقدي أهميةً عن قائمة الدخل؛ لأنَّها تُظهِر إنْ كان لدى الشركة ما يكفي من السيولة النقدية للاستمرار في أداء أنشطتها التجارية أم لا؛ إذ قد تتعرَّض الشركات التي تُحقِّق أرباحًا للإفلاس إذا لم تتوافر لديها سيولة نقدية كافية للاستمرار في تقديم خدماتها ومُنتَجاتها للعملاء.
صحيحٌ أن العديد من أصحاب المشاريع (الشركات) الصغيرة يجْنون أرباحا من مبيعاتهم، لكنهم يبيعون منتجاتهم بالدين؛ أي يمكن للعملاء دفع ثمن المنتجات في وقت لاحق؛ ما قد يؤثر سلبًا في وضعها المالي. ولما كانت هذه الشركات صغيرة، فإن أصحابها يشترون غالبًا السلع من الموردين نقدا؛ ما يعني أنَّ المدَّة التي يتمُّ فيها شراء السلع (أو المواد الخام) من المُورِّدين والمدَّة التي تتسلَّم فيها الشركات ثمن المُنتَجات المبيعة تتراوح بين (30) يومًا و(60) يومًا، وهذه الفجوة النقدية قد تشلُّ الانشطة التجارية لهذه الشركات إذا لم يكن أصحابها مستعدين لذلك.
قائمة التدفقات النقدية لشركة (أ ب ج) من 1/1/2016م إلى 31/12/2016م |
النقد الداخل
(دينار أردني)
|
النقد الخارج
(دينار أردني)
|
إجمالي النقد من المبيعات |
51000 |
المشتريات النقدية |
28000 |
|
|
المصروفات المدفوعة نقدًا |
26000 |
|
|
|
|
إجمالي النقد الداخل |
51000 |
إجمالي النقد الخارج |
54000 |
|
|
صافي السيولة النقدية |
-3000 |
أين ذهبت نقود الشركة؟
لقد حقَّقت الشركة ربحًا مقداره (4000) دينار بحسب قائمة الدخل، لكنَّها - حقيقةً- تعاني نقصًا ماليًّا مقداره (3000) دينار؛ ما يعني أنَّها مُفلِسة! ففي أيِّ الأوجه استُخدِم النقد؟
01
عملاء الشركة مدينون لها بمبلغ (3000) دينار نقدًا كما هو في قائمة المركز المالي، وهذا يُمثِّل السبب الرئيس لوقوع الشركات الصغيرة في مشكلات عديدة عند إقراض عملائها المال لشراء مُنتَجاتها (البيع بالأجل). ويُمكِن لهذه الشركات تجنُّب المشكلات الناتجة من ذلك إذا توافر لديها نقود أُخرى، في ما يُعرَف برأس المال العامل.
02
لدى الشركة مبلغ (2500) دينار في صورة مخزون لم يُبَع حتى الآن كما هو في قائمة المركز المالي
03
منح الشركة عملاءَها خصومات بقيمة (2000) دينار كما هو في قائمة الدخل.
04
- في الشركة لوازم وأثاث قد تكون اشترتها خلال هذا العام (يتطلَّب التحقُّق من ذلك مراجعة قائمة المركز المالي في نهاية العام الماضي لمعرفة إذا كان النقد قد استُخدِم في شراء اللوازم والأثاث أم لا).
إذن، قائمة التدفق النقدي تُنبِئ بحقيقةٍ مُغايِرةٍ لِما تُبديه قائمة الدخل؛ فهي التي تُقرِّر إنْ كانت الشركة تُحقِّق ربحًا أم لا. ومن ثَمَّ، إذا لاحظْتَ أنَّ عملك على ما يرام، ولكنَّك تعاني شُحًّا في السيولة النقدية لتشغيل مشروعك، فأنت بحاجة إلى إعداد قائمة بالتدفق النقدي. ويُعَدُّ التخطيط النقدي من الطرائق الفاعلة لتجنُّب ذلك (انظر: خطة التدفق النقدي).
يَتبيَّن ممّا سبق أنَّ القوائم المالية أداة مهمة جدًّا، وأنَّه لا يُمكِن لأيِّ مدير أو شخص آخر الاستغناء عنها إذا أراد تعرُّف الجدوى الاقتصادية لمشروعه، ووضعه المالي. ختامًا، يُمكِنك الاحتفاظ بسجلات مناسبة، والحصول على خدمات مهنية من المُتخصِّصين؛ بالطلب إليهم إعداد البيانات المالية المُتعلِّقة بمشروعك، ويُمكِنك أيضًا أنْ تُعِدَّها وحدك؛ فالمهم أنْ تكون موجودة ومتوافرة طوال العام.