التدفق النقدي هو شريان الحياة لنشاطك التجاري؛ إذ تحتاج إلى سيولة نقدية لبدء هذا النشاط، وتنميته، واستمراره. فالأعمال التجارية تبدأ غالبًا بسيولة نقدية من الفترة الماضية، أو بتمويل جديد.
بدايةً، تأخذ السيولة النقدية تتدفق من الأعمال التجارية؛ لصنع المُنتَجات، أو تقديم الخدمات. وهذا هو الأساس في كل الأعمال والأنشطة التجارية؛ إذ يجب أنْ تتوافر السيولة النقدية لبدء العمل، ثم تُصرَف خارجه على شراء المواد اللازمة لتصنيع المُنتَجات واللوازم المطلوبة لأداء الأعمال التجارية، ودفع قيمة الإيجار ورواتب الموظفين، وغير ذلك من النفقات. بعد ذلك تباع المُنتَجات والخدمات، ويبدأ النقد يتدفق مرَّة أُخرى إلى الأعمال التجارية.
غير أنَّ بعض الأعمال والأنشطة التجارية قد تحتاج إلى مزيد من النقد لصرفه على النفقات الجارية، مثل: تكلفة التمويل، والفوائد، والرسوم على القروض، والضرائب الخاصة بالعُمّال والموظفين، إضافةً إلى النقود التي يأخذها المالكون من هذه الأعمال والأنشطة.
وفي حال وجود عجز في السيولة النقدية، أو رغبة صاحب العمل في تطوير مشروعه؛ فقد تُقرِّر الإدارة أنَّها بحاجة إلى مزيد من التمويل. عندئذٍ، يُمكِن جمع مبالغ نقدية من القروض الجديدة، أو من تمويل البنوك، أو من المُستثمِرين أنفسهم؛ إذ يتمُّ أحيانًا استثمار رأس مال إضافي من قِبَل المالكين. وفي نهاية المطاف، يظل صافي السيولة النقدية للفترة القادمة.
يُعرَّف صافي السيولة النقدية لفترة زمنية مُعيَّنة (أسبوع، أو شهر، أو سنة) بأنَّه السيولة النقدية عند بدء التشغيل، مضافًا إليها مجموع النقد الداخل في تلك الفترة، ومطروحًا من الناتج الكلي مجموع النقد الخارج في الفترة نفسها (انظر الجدول السابق)، علمًا بأنَّ صافي السيولة النقدية في نهاية الفترة الحالية هو النقد المتوافر في بداية الفترة اللاحقة
وهذا ما يُفسِّر سبب تسمية هذه العملية بالتدفق النقدي؛ فهو مثل النهر الذي يتدفق بين حين وآخر؛ إذ تزيد أرباح كل فترة مستوى السيولة النقدية، في حين تُخفِّض خسائر الفترة مستوى هذه السيولة. أمّا مسؤوليتك - بوصفك مديرًا- فهي متابعة هذا التدفق، ومعرفة متى تكون السيولة النقدية مُنخفِضة على نحوٍ يُمثِّل خطورةً على عملك التجاري